الحصوات

الأملاح جز ء أساسي من مكونات البول الطبيعي لأن إحدى وظائف الكلى هي حمل الأملاح الزائدة عن حاجة
الجسم بواسطة البول إلى خارج الجسم ، ووجود الأملاح بالبول يمكن أن تكون بلورات وتتكون هذه البلورات نتيجة قلة حجم البول مع اختلاف درجة الحموضة وزيادة تركيز المكونات الأخرى مع قلة المواد الطبيعية الموجودة في البول لمنع تكون هذه البلورات وقياس الأملاح المختلفة كيميائياً في البول يفيد في تشخيص الكثير من أمراض الكلى وحصواتها وذلك أنه بقياس كمية نوع معين من الأملاح كالأكسالات يمكن تحديد مدى استعداد المريض لتكوين حصوات تحتوي على هذا النوع من الأملاح ، كذلك يمكن التعرف على نوعية الأطعمة التي يجب أن يتجنب تناولها مريض هذه الحصوات كذلك يساعد على التعرف على أفضل الوسائل العلاجية لتجنب تكون المزيد أو منع تكرارها ولبيان كيفية تكوين الحصوات التي تعتمد أساساً على كمية الأملاح في البول والتي تتوقف على تركيز بعض هذه الأملاح قد تتجاوز معامل ذوبانها ، فتبدأ في تكوين البلورات التي تكون نواة لتكوين الحصوات تماما كما يحدث للمحلول المائي الساخن فوق المشبع بالسكر إذا ترك ليبرد حيث تتكون بلورات سكر النبات التي يمكن فحص ميكروسكوبياً في البول ورؤيتها تحت الميكروسكوب على هيئة بلورات تتخذ أشكالاً مختلفة وعلى ذلك فإن الحصوات ناتج طبيعي لتباين مقدار الأملاح وحجم البول المتاح لذوبانها دون درجة التشبع ، ويتوقف حجم الحصوات وشكلها على كمية البلورات وأشكالها. 

س1: ما هي النسب الطبيعية للأملاح في البول؟
جـ : نسب أملاح البول 24 ساعة.
1 ـ الكالسيوم حوالي 200مجم
2ـ الأكسالات 30ـ50مجم
3ـ الفوسفات 2.5 مجم
4ـ حامض البوليك 700مجم(تعتمد الكمية على نسبة البروتين في الطعام)
5ـ الماغنسيوم 200مجم
6ـ الصوديوم 5مجم
7ـ البوتاسيوم 16 مجم (تزداد بزيادة الخضروات والفاكهة)
هذه النسب المذكورة هي المعدلات الطبيعية للإخراج في بول 24 ساعة ، وهي تحتاج حوالي 1.5 لتراً لتذوب بسهولة فإن قل البول زادت نسبة التركيز ، وإذا كثر البول أصبح قليل التركيز قادراً على إذابة هذه الأملاح بسهولة أكثر، ولتقريب ذلك فإن لو حاولت إذابة 5 ملاعق سكر في كوب ماء كبير لذابت الكمية بسهولة ، أما لو حاولة إذابة نفس الكمية في ربع الكوب لوجدت صعوبة في الذوبان، ويصبح المحلول مشبعاً ، ولو ترك لوجدت به بلورات من السكر ، ذلك هو ما يتم من الأملاح التي لابد للجسم أن يتخلص منها يومياً ، فإن نقص البول زاد التركيز إلى أن يصل إلى حد التشبع فتتكون البلورات التي تترسب لتكوين الحصوات.

س2: ما هي أنواع حصوات الكلى؟
جـ : تتكون الحصوات أساساً من 98% من العناصر الموجودة طبيعياً في البول وتنقسم الحصوات حسب العناصر المكونة لها إلى أنواع مختلفة أهمها:
1ـ الكالسيوم : حصوات الكالسيوم تمثل حوالي 75% منها أنواع أخرى:
ـــ كالسيوم أوكسالات أحادي وثنائي
ــ كالسيوم فوسفات
2 ـ ماغنسيوم أمونيوم فوسفات تمثل حوالي 15% وتسمى بحصوات الالتهابات حيث يلعب الالتهاب دوراً هاماً في تكوين الحصوة ، وذلك بتغير درجة حموضة البول إلى القلوي.
3ـ حصوات حمض البوليك تمثل حوالي 5% وذلك ناتج عن ازدياد حمض البوليك في البول، وهو الناتج النهائي للتمثل الغذائي للبروتين بالجسم.
4ـ حصوات السيستين حوالي 1% وهي ناتج عادة عن خلل في امتصاص بعض الأحماض الأمينية مثل : أرجينين والليسين.

س3: ما هي وجوه الاختلاف بين الحصوات؟
جـ : (أ) اختلاف في الشكل:
1ـ حصوات الأكسالات عادة تكون مدببة السطح لها حروف حادة صلبة ، وتكتسب اللون البني نتيجة لترسب كرات الدم الحمراء التي تنزفها الكلية ، يصعب تكسيرها خاصة الأحادية منها.
2ـ حصوات الكالسيوم الفوسفاتية (الجيرية ـ الالتهابية) وهي عادة تكون كبيرة هشة بيضاء اللون سهلة الكسر
3ـ حصوات حمض البوليك ناعمة الملمس ، صغيرة الحجم بيضاوية الشكل ، صلبة بيضاء اللون
4ـ حصوات السيستين صغيرة الحجم ، رخوة ، صعبة التكسير لليونتها ، خضراء اللون ، ناعمة الملمس تنتشر في الأطفال.
(ب)من حيث تفاعل البول:
1ـ حصوات الأكسالات وحامض البوليك في البول الحمضي(الطبيعي)
2ـ حصوات الفوسفات في البول القلوي
(ج) من حيث الوضوح في الأشعة:
1ـ حصوات الكالسيوم أشد وضوحاً بالأشعة ، فكلما ازدادت نسبة الكالسيوم في الحصوة ازدادت درجة وضوحها ، وذلك يمثل حوالي 95% من مرضى الحصوات
2ـ حصوات حامض البوليك لا تظهر بالمرة بالأشعة العادية ولذلك نستعين بأشعة الصبغة والفوق صوتية للتعرف عليها ، وهي تمثل حوالي 5% من مرضى الحصوات.

س4: ما هي علاقة تكوين الحصوات بالغذاء ؟
جـ : في الشخص الطبيعي والمناخ الطبيعي لا يوجد أي محاذير لتفادي تكوين الحصوات مادامت كمية البول في اليوم في معدلاتها الطبيعية(1500 ـ 2000 سم3) يومياً لذلك لا توجد أي تحفظات في التغذية بهدف حماية الكلية في الشخص الطبيعي فليس هناك أي دليل علمي على أن كثرة تناول البروتينات(كاللبن ـ البيض ـ الأسماك ـ اللحوم
ـ الدواجن ـ الفول ـ العدس ـ البقول) له أي أثر ضار على الكلى ، كما أن الأغذية الغنية ببعض الأملاح كالمانجو والفراولة والسبانخ والطماطم وغيرها لا تؤذي الشخص الطبيعي ، كذلك الملح والحوادق لا تؤثر على الكلى في الحالات الطبيعية ، ولكن في الحالات المرضية فإن الأغذية الغنية بالأملاح يحتاج المريض الذي يتناولها إلى شرب سوائل بكثرة لتخفض البول ، كما أن استعمال بعض مدرات البول مثل (منقوع الشعير ، وشواش الذرة وزيتونة إسرائيل) تساعد المرضى على عدم تكون الحصوات ، أما لو زادت نسبة تلك الأملاح ، وأصبح البول فوق درجة التشبع فقد يحدث تكون بلورات هذه الأملاح أو تكون الحصوات وعلى ذلك عندما يتساءل الناس عن التغذية الصحية لمريض تكوين حصوات الكلى فيجب أولاً معرفة نوع الحصوات التي يكونها المريض من حيث نوعية الملح المسبب ، وهل هو نتيجة ازدياد في كمية الغذاء من عدمه ، أو لعدم شرب السوائل بكثرة فإذا ثبت أن نوعية معينة من الأطعمة غنية بالأكسالات فيجب الإقلال منها مع الإكثار في تناول السوائل ، ويظهر ذلك بوضوح في المرضى الذين يعانون من ازدياد الأكسالات في البول عند تناولهم الأطعمة الغنية بالأكسالات مثل : (المانجو ـ الفراولة ـ الكرنب ـ الطماطم ـ السبانخ) فيجب على هؤلاء المرضى الإقلال من هذه النوعية فقط دون غيرها وكذلك المرضى الذين يعانون من ارتفاع نسبة حامض البوليك في البول (مرضى النقرس)فهم عرضة لتكوين حصوات حامض البوليك ، ويجب عليهم الإقلال من المواد البروتينية الغنية بالبيورين مثل الكبدة والكلاوي والمخ واللحم الأحمر حتى لا تزداد كمية حامض البوليك في البول.

س5: علاقة تكوين الحصوات بالصيام؟
جـ : في الصيام الامتناع عن شرب الماء لعدة ساعات يكون تأثيره واضحاً في الجو الحار حيث يكثر العرق ،

وتتبخر السوائل من الجلد خصوصاً عند بذل أي مجهود عضلي ، إلا أن الجسم الطبيعي يخزن كميات كبيرة من الماء وله القدرة على التكيف بالإقلال من حجم البول مما يؤدي بالضرورة إلى نقص كمية البول وتركيزه مما يعرض بعض الأشخاص لتكوين الحصوات ، لذلك ينصح المريض المصاب بتكرار تكوين الحصوات بالامتناع عن الصيام لفترات طويلة أو بزيادة شرب السوائل خلال فترة الإفطار بحيث تذوب أي بلورات تكون قد تكونت أثناء فترة الصيام ، كذلك عدم بذل المجهود العضلي لتفادي العرق الغزير أثناء الصيام.

س6:ما هي العلاقة بين صيام المسيحيين والكلى؟
جـ : في صيام المسيحيين الذي يمتنعون فيه عن تناول معظم أو جميع البروتينات الحيوانية فهو يؤثر بالضرورة على تجديد الأنسجة ، حيث أن البروتين الحيواني يحتوي على أحماض أمينة أساسية لازمة لبناء بروتين الجسم ، وبينما يستكمل الشخص الطبيعي هذا النقص لفترات معينة ويستعوضه خلال فترة الإفطار فقد يؤدي نفس النقص إلى قصور شديد في عمليات التمثيل الغذائي لبعض المرضى وخاصة مرضى الفشل الكلوي ولذ ننصح هؤلاء المرضى باستشارة أطبائهم المعالجين قبل بدء الصيام الذين ينهونهم عنه تماماً أو ينصحونهم بالحصول على الإذن من الكاهن بتناول كمية معينة من اللبن لاستعواض النقص في البروتين الحيواني.

س7: هل يساعد صيام المسيحيين في تكوين الحصوات؟
جـ : يلاحظ خلال صيام المسيحيين يقل تناول البروتين الحيواني ويتضاعف تناول البروتين النباتي الذي قد يؤدي إلى تكوين الحصى في(( المرضى المعرضين)) لبعض أنواعه.

س8: ما هي الأطعمة التي تحتوي علي نسبة عالية من الأملاح ؟
جـ : هناك بعض الأطعمة يجب مراعاة نسبة الأملاح بها عند تناولها وأهمها البوتاسيوم ، لذلك يجب تحاشي تناول تلك الأطعمة الغنية بأملاح البوتاسيوم مثل : البلح والموز والشوربة ن بل قد يكون ضرورياً في بعض الأحيان للحد من كمية البوتاسيوم أن يلتزم المريض بسلق الخضراوات لاستخلاص البوتاسيوم الموجود به قبل تناوله في الغذاء.

س9: ما هي الأطعمة التي يجب أن يتجنبها مريض تكوين حصوات الأكسالات؟
جـ : مريض حصوات الأكسالات يراعي الآتي:
1ـ الإقلال من الأطعمة التي تحتوي على أملاح الكالسيوم كاللبن ومنتجاته.
2ـ تجنب تناول كميات من فيتامين(د)
3ـ الإقلال من المواد الغذائية المحتوية على الأكسالات مثل السبانخ والفراولة والمانجو والكاكاو والكولا و الشيكولاتة والمكسرات.
4ـ تجنب تناول المياه العسرة.
5ـ استخدام مدرات البول تؤدي إلى الإقلال من إفرازات الكالسيوم في البول.

س10: ما هي التغذية الصحيحة لمرضى تكوين الحصوات؟
جـ : 1ـ يجب التأكد من أن المريض يفرز كمية من البول لا تقل عن 2.5 لتراً ، ولذلك لا يتأتي إلا عن طريق تناول كميات كبيرة من السوائل يومياً أكثر من كمية البول.
2ـ يجب شرب كوب كبير من الماء يومياً قبل النوم ، لأن فترة السكون أثناء النوم هي أكثر الفترات التي يحدث فيها ترسيب بلورات الأملاح المسببة لتكوين الحصوات.
3ـ محاولة معرفة سبب تكوين الحصوات كزيادة إفراز الغدة(جار درقية)أو الإقلال من تناول فيتامين(د)
4ـ الإقلال من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الكالسيوم.
5ـ معرفة نوع الحصوات التي يكونها المريض عن طريق البول بعد إزالتها بعملية جراحية أو بتحليل الأملاح الموجودة في البول خلال 24 ساعة.
6ـ الإقلال من تناول الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم مثل الألبان والجبن والبيض.
7ـ تجنب المواد الغذائية التي تحتوي على كمية كبيرة من الأكسالات كالسبانخ والكاكاو والكولا و الشيكولاتة والمكسرات.
8ـ تجنب شرب المياه العسرة.
9ـ استخدام مدرات البول تؤدي إلى الإقلال من إفرازات الكالسيوم في البول.