الغسيل

  
خلال القرن التاسع عشر كان هم العلماء ابتكار وسيلة لفصل المكونات الذائبة في أي محلول ، وبالفعل توصل العالم الإسكوتلندي
توماس جراهام (1869) إلى فكرة الانتشار الغشائي فإذا وضع محلولان تختلف بينهما نسبة تركيز مادة مذابة على جانبي غشاء شبه منفذ كالسلوفان فإن المادة تتحرك من خلال ثقوب ميكروسكوبية دقيقة في غشاء السلوفان من الجهة عالية التركيز إلى الجهة منخفضة التركيز. 
ـــ خلال الحرب العالمية الثانية قام العالم الهولندي(وليام كولف) عام 1944 باستخلاص مادة البولينا من دم المرضى المصابين بالفشل الكلوي عن طريق توصيل دم مريض الفشل الكلوي بأنابيب من السلوفان داخل جهاز يحتوي على محاليل معينة يمكنها استخلاص مادة البولينا من دم المرضى ، ثم إعادة دفعة مرة أخرى إلى الدورة الدموية للمريض بما يسمى بعملية الديلزة(الغسيل الكلوي)
ـــ في عام 1945 قام (وليام كوف) مخترع الجهاز الهولندي بالتعاون مع إحدى الشركات الأمريكية ، وتسمى (ترافينول) بتصنيع وتطوير فكرته هذه للديلزة بجهاز يسمى باسم(الكلى الصناعية) التي اكتسبت شهرة عالمية واسعة في علاج مرضى الفشل الكلوي.
ـــ وفي عام 1962 ابتكر العالمان الأمريكيات (برشيا وسيمينو) وصلة تثبت بين الشريان والوريد في رسغ اليد وعرفت باسم (الفستيولا) وتعين الوصلة الشريانية الوريدية الداخلية التي من خلالها يمكن بسهولة توصيل دم مريض الفشل الكلوي بالكلى الصناعية لغسله ثم إعادة ضخه مرة أخرى إلى المريض وأصبحت هذه هي الوسيلة الأساسية المعروفة في كل أنحاء العالم حتى اليوم ، واتسعت وكثر استعمال أجهزة الكلى الصناعية لتخدم ملايين من المرضى ، ونجحت في إنقاذ العديد من المرضى المصابين بتسمم البولينا ، مما أتاح لهم الفرصة لممارسة حياة طبيعية ولفترات طويلة وفتح الطريق كذلك أما عمليات زرع الكلى.

س1: ما هي حالات استعمال الكلية الصناعية؟
جـ : تستعمل الكلية الصناعية مع حالات فشل الكليتين في إخراج نواتج التمثيل الغذائي التي تسبب:
1ـ زيادة حموضة الدم.
2ـ ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم عن 7ملجم في كل 100سم2 دم والذي يؤدي إلى توقف عضلة القلب عن العمل في خلال عشر دقائق ، ولن يعود القلب للعمل إذا طالت فترة توقفه عن هذه المدة .
3ـ وجود نسبة عالية من السوائل داخل جسم المريض يظهر على صورة ورم عام في كل أجزاء الجسم.
4ـ زيادة نسبة البولينا في الدم 150 مللى جرام لكل 100سم2 دم
5ـ زيادة نسبة الكرياتنين في الدم عن 10 مللى جرام لكل 100سم2 دم

س2: ما هي أنواع الغسيل الكلوي؟
جـ : هناك نوعان من الغسيل :
1ـ الغسيل البريتوني
2ـ الغسيل الدموي بواسطة الكلى الصناعية

س3: ما هو الغسيل البريتوني؟
جـ : في هذه الحالة يقوم الغشاء البريتوني للجسم مقام الغشاء الشبه منفذ بالكلية الصناعية ، وتتم هذه الطريقة عن طريق إدخال محلول
الغسيل وهو (محلول معقم له مواصفات وتركيزات معينة) ويتم إدخاله في تجويف البطن مدة 20ـ 30 دقيقة ثم يستخرج على فترات منتظمة ثم يعاد إدخال لترين آخرين وهكذا إلى أن يتم استخدام حوالي 60 لتراً مما يكفي لاستخلاص المواد السامة المراد استخلاصها من الجسم.

س4: متى يستعمل الغسيل البريتوني؟
جـ : تستعمل هذه الطريقة في حالات الفشل الكلوي الحاد والمزمن في الأماكن التي لا يتوفر فيها الكلية الصناعية أو في حالات مريض الفشل الكلوي الذي يعاني من أمراض وبائية أو الحالات التي سبق إصابتها بجلطات في المخ أو نزيف بالمخ.

س5: ما الفرق بين الغسيل البريتوني والكلية الصناعية؟
جـ : الغسيل البريتوني نتائجه ممتازة تماثل نتائج العلاج بالكلية الصناعية بل تتفوق على الكلية الصناعية في الآتي:
1ـ إمكانية استخراج بعض الجزيئات الكبيرة للمواد السامة الموجودة في الدم ، ولا تستطيع أن تخرج خلال الغشاء المسامي للكلية الصناعية.
2ـ إمكانية استخراج كمية كبيرة من السوائل مما يمنح المريض حرية أكبر في شرب السوائل .
3ـ الترشيح البطئ للدم الذي يميز العلاج بالغسيل البريتوني ، ويتجنب الاضطرابات المفاجئة في تركيب الدم التي تؤدي إلى بعض المضاعفات الحادة عند استعمال الكلية الصناعية .
4ـ يكون الغسيل البريتوني إجبارياً في حالات:
ضعف عضلة القلب أو صعوبة استعمال المواد المانعة للتجلط كما في مرضى السكر أو المرضى المصابين بنزيف في العين ؛ لأن المريض لا يتحمل التعامل مع الكلية الصناعية .
5ـ الغسيل البريتوني بسيط جداً ولذلك يمكن إجراؤه في المنزل ، ولا يحتاج إلى إمكانيات كبيرة.

س6: ما عيوب الغسيل البريتوني؟
جـ : العلاج بالغسيل البريتوني غير مستساغ للعديد من المرضى لأنه:
أ ـ يستغرق وقتاً أطول بما لا يقل عن 36ساعة أسبوعياً مقارنة بـ12ساعة أسبوعياً بواسطة الكلية الصناعية 
ب ـ التلوث الميكروبي الذي يؤدي إلى حدوث التهابات بالغشاء البريتوني.
جـ ـ لا يمكن إجراؤه في مريض سبق أن أجريت له عملية استكشاف بالبطن أو مع وجود تقيحات أو بؤر صديدية بالجسم.

س7: كيف يتم الغسيل الدموي بواسطة الكلية الصناعية ?
جـ : على الرغم من التطور الهائل في أجهزة الكلى الصناعية فإنه يتم مرور دم المريض في جهاز الكلية الصناعية المحتوي على فلاتر مخصصة ، حيث يتم ترشيح المواد السامة والضارة من الأملاح والأيونات ، ثم يعود الدم النظيف بعد ترشيحه من السموم إلى المريض مرة أخرى ، وتستمر جلسة الغسيل من(4ـ6) ساعات وتتكرر ثلاث مرات أسبوعياً ويتم تحديد الساعات المناسبة بناء على وزن المريض وكفاءة جهاز الترشيح المستعمل وسرعة سريان الدم في جهاز الكلية الصناعية.

س8: هل يمكن لمرضى الغسيل الكلوي ممارسة الرياضة والإنجاب؟
جـ : نعم ، يمكن للمرضى المعالجين بالغسيل الكلوي المنتظم ممارسة الرياضة بصفة دائمة بل والإنجاب والحياة بصفة طبيعية والتمتع بالكثير من الأمل والتفاؤل ، وأن يتجنبوا الإحساس المفرط بالإحباط وذلك مسئولية الفريق الطبي المعالج الذي يقع عليهم عبء معاونة المرضى للتأقلم مع ظروف العلاج وتهيئتهم لمواجهة الحياة الجديدة بالأمل والتفاؤل.

س9: ما هي نتائج علاج الغسيل الكلوي(بالديلزة)؟
جـ : العلاج بالديلزة يؤدي إلى إعاشة المريض لفترات طويلة بنسبة نجاح حوالي 70% ويمكن زيادة هذه النسبة عند الالتزام بالوسائل العلمية السليمة مع الإرادة والتصميم والثقة بالنفس.

س10: ما هي العوامل التي تساعد على تحسين فرص مريض الفشل الكلوي (بالديلزة)؟
جـ : أهم هذه العوامل هي :
1ـ الاستمرارية في الديلزة بمعدلاتها الأسبوعية المطلوبة
2ـ استعمال أنواع حديثة وجديدة من الفلاتر (المرشحات)
3ـ سن المريض
4ـ نوعية المرضى
5ـ عدم وجود مضاعفات أخرى للفشل الكلوي لا يمكن علاجها
6ـ استعمال ماكينات خاصة لمرضى الإيدز والالتهاب الكبدي الوبائي

س11: ما هي عيوب الغسيل الكلوي(الديلزة) علي الحياة العامة لمريض الفشل الكلوي المزمن؟
جـ : على الرغم من أن الغسيل الكلوي له فوائد كثيرة وهو تعوض بنسبة كبيرة وظائف الكلى المفقودة في تنقية دم المريض بطريقة جيدة إلا أن له عيوب هي : 
1ـ الحرية : وهي الارتباط الجبري بمكان الديلزة مقابل حياة المريض ، فالمريض مجبر للمحافظة على حياته باللجوء للغسيل الكلوي ولعدة سنوات ، هذا الارتباط الأبدي يحد من حريته وليس من سبيل لحلها.
2ـ الارتباط بالمواعيد : مواعيد جلسات الغسيل الكلوي محددة وتستمر لساعات بالإضافة إلى المدة الزمنية التي يقضيها المريض في التنقل من وإلى مركز الغسيل الذي يتم مرتين أو أكثر في الأسبوع
3ـ الارتباط بالمكان : إن التنقل ثلاثة أيام ذهاباً وعودة في الأسبوع إلى مركز الغسيل يشكل عبئاً على المريض لذلك يجب جدولة مواعيد جلساته ظروفه الخاصة المهنية والاجتماعية والصحية.

س12: ما هي أحدث أجهزة الغسيل الكلوي؟ وهل هناك جهاز للاستعمال المنزلي؟
جـ : لعل الأحدث الآن من أجهزة من أجهزة الغسيل الكلوي جهاز التنقية الدموي المتنقل والذي لا يتحتاج سوى إلى تيار 220 فولت وماء صالح للشرب ، وبالتالي يمكن للمريض القيام بجلسة تنقية دموية في الفندق أو البيت أو النادي أو الشاطئ أو أي مكان متوافر فيه الكهرباء والماء الصالح للشرب وهذه متوافرة في أوربا وأمريكا وفي طريقها للتوافر في الشرق الأوسط والعالم العربي ، وتتم بالتعاون والتنسيق مع مراكز الغسيل القريبة للتدخل في الحالات الطارئة.

س13: ما هي مميزات الغسيل الكلوي المنزلي؟
جـ : التنقية الدموية المنزلية من أهم مميزاتها:
1ـ استيعاب جميع مرضى الفشل الكلوي المزمن.
2ـ القضاء على عدوى الكبد الفيروسي
3ـ إلغاء التنقل من وإلى مراكز الغسيل
4ـ تقليل الجهد والعبء على المريض
5ـ جدولة وبرمجة جلسات الغسيل بالنسبة للمريض حسب ظروفه الخاصة بدون الارتباط بمراكز الغسيل
6ـ تخفيض تكلفة الغسيل الكلوي
7ـ اندماج المريض بحياته الاجتماعية والمهنية فيصبح مسئولاً عن تنقية دمه كدافع قوي لتثبيت شخصيته.